لماذا لم يتم البدء في زراعة أستاد الملك فهد الشتوية بعد نهائي كأس الخليج ؟

كما هو معلوم ان ما يعرفه كثير من الناس منذ القدم وقبل ان يصل الينا العلم الحديث , يتباشرالناس بالامطار في موسم (الوسم) والوسم

يبدأ في 16اكتوبر من كل عام ولمدة 51 يوما , بعده يدخل فصل الشتاء او كما يسميه العامة (المربعانية) اربعون يوما من البرد القارس خاصة في الفترة من الساعه الرابعة فجرا الى الساعه السادسة صباحا , وهي فترة تكون الصقيع ,
وان ما يؤثر على استاد الملك فهد الدولي ليس البرد فقط ولكنه التالي :
صيف شديد الحرارة تصل فيه حرارة الشمس المباشرة الى اكثر من 55 درجة مئوية , برد قارس في فصل الشتاء تتدني فيه درجات الحرارة الى ماتحت الصفر المئوي خاصة في ساعات الصباح الباكر, هنا
لا يوجد عشب في الدنيا يستطيع ان يصمد بنمو منتظم طوال العام لذلك نرى ان كثيرا من ملاعب الرياض والمنطقة الشمالية من المملكة تتعرض الى اصفرار للعشب في فصل الشتاء بسبب تعرضها
للصقيع

ولحل هذا الاشكال ولعدم القدرة على ايقاف النشاطات , يتم تغطية ارضية الملاعب ليلا بالبلاستيك لحمايتها من الصقيع , ولكن ولنتائج
الابحاث التي تجري سنويا بسبب تغير احوال الطقس , ثبت ان مادة ( الاقري كلوث ) القماش الزراعي
المستخدم للتغطية افضل من البلاستيك لانها تسمح بخروج بخار الماء
والرطوبه للاعلى بدلا من احتباس البخار تحت البلاستيك والمساعدة على تكون الصقيع اكثر بين البلاستيك والعشب عندما تتدنى درجات الحرارة ليلا , هذا في الملاعب التي تتعرض الى اشعة الشمس المباشرة , ولكن استاد الملك فهد الدولي كمجموعة من استادات عالمية اخرى ليست هذه مشكلته الوحيدة بل ولوجود السقف نرى ان الشمس في الصيف تكون عمودية وافضل نمو للعشب يكون في الصيف او لنقل من منتصف شهر مارس الى منتصف شهر اكتوبر, اما من 15اكتوبر فان الشمس تميل بتدبير الخالق مدبر الخلق سبحانه وتعالى الى الجنوب قليلا , مما يسبب التالي :-
ظل كامل في الجزء الجنوبي الغربي تماما من ساحة الملعب لا تصل أشعة الشمس اليه ..
ظل كامل في الجزء الحنوبي من الملعب تصل اشعة الشمس فيه الى العشب اقل من ثلاث ساعات ..
شبه ظل على وسط الملعب تصل فيه اشعة الشمس الى المسطح الاخضر اقل من خمس ساعات ..
اشعة الشمس على الجزء الشمالي من الملعب تصل الى المسطح الاخضر اكثر من سبع ساعات .
العشب يتطلب سبع ساعات متعرضا فيها لاشعة الشمس المباشرة لينمو بشكل جيد مع ضرورة حمايته من الصقيع ليلا ونظرا الى تلك الظروف ولعدة دراسات من خبراء ولجان متخصصة من داخل وخارج المملكة منذ اكثر من 14سنة وجد ان المشكلة هي البرد والحر وحركة الشمس وتغييرات جوية وظل وشبه ظل وشمس مباشرة,
ولو كانت المشكلة في عدم وصول اشعة الشمس الى المسطح الاخضر لاستخدمت الاضاءة الصناعية المستخدمة في كثير من ملاعب اوروبا , ولكن لأن ملاعب اوروبا اساسا يستخدم فيها عشب شتوي
(ray grass) (جازون) يتحمل درجات الحرارة المتدنية
وينقصه الضوء( الذي يستعاض عن اشعة الشمس فيه بانظمة اضاءة متخصصه )
ويتم ايضا تغييره او تغيير جزء منه عن طريق استيراد رولات (لفات)عشب طبيعي من مشاتل في هولندا لقرب المسافه ولتوفر الظروف المساعدة على زراعته من اعتدال او برودة الجو, وليس كما يحدث في منطقتنا حيث البرد الشديد او الحر الشديد , فكان الحل في استادالملك فهد الدولي :
ضرورة ان يتم زراعة العشب الشتوي بداية نوفمبر من كل عام ويتوقف فيه النشاط على استاد الملك فهد الدولي لمدة شهرين ليكتمل النمو ويقص العشب اربع قصات متتالية وبعدها يمكن استخدام الاستاد من بداية يناير الى نهاية الدوري في شهر يونية (6ميلادي) دون توقف واستقبال المباريات الهامة والنهائية والملعب في افضل حالاته ,
في هذا العام ولظروف مباريات تصفيات كأس العالم 2010 كانت اخر مباراة للمنتخب قد حددت في 19نوفمبر يعني ذلك استحالة ان يتم البدء في الزراعة قبل 19نوفمبر,
فقامت وكالة الشئون الفنية قبل بدء الموسم الرياضي كما جرت العادة سنويا بمخاطبة الاتحاد السعودي لكرة القدم قبل بدء الموسم الرياضي الحالي باكثر من شهرين لايضاح واعتماد برنامج استاد الملك فهد الدولي في الصيانة للعشب وان الزراعة الشتوية ستتم خلال الفترة من 20نوفمبر بدلا من 1نوفمبر لظروف التزامات المنتخب ,
في ذلك الحين لم يكن احد يعرف عن من سيقابل من في كأس الخليج للاندية ولا موعد اقامة المباريات واين,
خاصة وان اندية الكويت لم يوقف اتحادها من قبل الاتحاد الدولي (الفيفا) الا قبل فترة وجيزة ,
وبموجبها تقرر ان يتقابل النصر والاهلي في الذهاب والاياب ولم يعرف متى واين سيكون الذهاب والاياب الا بعد اجراء مراسم القرعه ابان اقامة بكولة اسيا تحت سن 19سنة في الدمام في الفترة االاولى من نوفمبر .
اذا اعود الى سؤال لماذا لم تؤجل الزراعة الى مابعد انتهاء مباراة النصر الاهلي النهائية على كأس الخليج والتي ستكون في 3ديسمبر ؟
اذا اجلت الى مابعد المباراةالنهائية نكون قد وصلنا الى اليوم ال 49 من الوسم يعني تبقى فقط يومان وندخل في فصل الشتاء القارس (المربعانية ) وهنا لا يمكن لبذرة توضع في الارض ان تكون جذورا لان برد المربعانية كما تعلم في الارض والجدران وليس كما هو الحال في برد الشبط هواء بارد لذلك نجد البيوت في الشتاء باردة والارض كذلك لكن الجو الخارجي ليس بتلك البرودة التي نشعر بها في الشبط ,
ومن هذا المنطلق العلمي كان لا بد من زراعة البذرة الشتوية في 20نوفمبر برغم تأخرنا عن الموعد الذي حدد من اصحاب الاختصاص وهو 1نوفمبر .
لذلك نرى ان الموضوع لا يرتبط بالمباراة النهائية ولا موعدها ولا من سيقابل من ولا سوء الظنون التي ينساق لها البعض نظرا الى انهذا علم يطبق وفقا لتواريخ وظروف جوية ومتطلبات علمية واضحة لاصحاب الاختصاص بعيدا عن التعصب الرياضي وموقديه .
اتمنى ان اكون قد اوضحت الفكر العلمي الذي تدار به المنشآت ويتم صيانتها .
سأعود لاحقا لاوضح كيفية القيام باعمال الزراعة الشتوية واعمال الصيانة

سلمان النمشان

->إقراء المزيد...