
نشأة التنجيم وتطوره .....
كانت بدايات التنجيم مع نشأة الحضارة الإنسانية؛ حيث بدأ الإنسان رصد مواقع النجوم والكواكب وحساب الحركة المنظمة للأجرام المختلفة لاستغلالها في التنبؤ بما قد يحدث له في المستقبل كأسلوب لطمأنة نفسه الخائفة دائما من المستقبل وفي رحلة بحثه عن كيان أكبر يتحكم في أقداره وكانت تلك الحسابات هي الأشكال الأولى لعلم الفلك، فقد كان علماء الفلك هم أنفسهم المنجمون وكان اليونانيون القدماء هم أول من وضع أسس التنجيم التي ما زالت تستخدم حتى الآن حيث قاموا بإعطاء خصائص تأثيرية بدنية وعاطفية للكواكب المختلفة على خريطة أو دائرة الأبراج zodiac ( تخطيط يحدد 12 موقعًاhouse تمر بها الأرض خلال دورتها السنوية حول الشمس، كما يحدد مسارات كواكب المجموعة الشمسية والقمر وتداخل تلك المسارات) وبتحديد البرج الذي ولد فيه الشخص يمكن تحديد صفاته عن طريق حساب تأثير كل كوكب على برجه في وقت ميلاده ونتيجة للحركة المنتظمة لتلك الكواكب يمكن التنبؤ بمواقعها من نفس البرج في المستقبل وبالتالي تأثيراتها المستقبلية عليه، وما زالت نفس الخرائط مستخدمة حتى الآن فيما يسمى خرائط الميلاد birth chart وتوضح تلك الخرائط مواقع الكواكب والقمر من الأبراج المختلفة ومن بعضها البعض في لحظة ميلاد الفرد.
انخفاض شعبية التنجيم .. ........
مع انتشار الأديان وإيمان الإنسان بأن الغيب لا يعلمه إلا الله بدأت تقل شعبية التنجيم، وفي القرن السابع عشر وجه للتنجيم طعنة قوية بعد ظهور النظريات التي تؤكد أن الأرض ليست مركز الكون؛ حيث إنه بهذه الاكتشافات فسدت قواعد الفلك الأساسية التي كانت تعتمد عليها قواعد التنجيم وحاول المنجمون بعد ذلك تحوير تلك القواعد لتتماشى مع الاكتشافات الفلكية الجديدة لكن دون جدوى؛ لذلك انخفضت شعبية التنجيم بشكل كبير جدا في القرون التالية خاصة مع تطور علم الفلك وتفسير العلم للعديد من الظواهر الفلكية التي كانت تثير حيرة الكثيرين، وحاول المنجمون ربطها بالمستقبليات وبالتالي فقد التنجيم مصداقيته التي قد يكون قد حملها قبل ذلك، لكن مع منتصف القرن العشرين بدأ التنجيم في استرجاع شعبيته المفقودة من جديد دون حدوث أي تغيير جوهري في قواعده التي اعترف سابقا بخللها مما يعني خللا حقيقيا في المجتمع.رأي العلم في التنجيمعادة يحظى التنجيم بجدل واسع ليس فقط بين العلماء، بل أيضا بين الأشخاص العاديين، فليس هناك أي دليل علمي أو منطقي يثبت وجود علاقة بين موقع الكواكب في وقت معين وشخصية وتصرفات ومستقبل شخص ولد في هذا الوقت، كما أن المنجمين أنفسهم فشلوا في تفسير ارتباط صفات معينة بتأثير كوكب معين؛ حيث يعترف المنجمون بأن قراءة النجوم وترجمتها إلى تنبؤات تختلف من منجم إلى آخر؛ حيث يمكن أن يقوم منجمان بقراءة النجوم لنفس الشخص، فنجد أن كلا منهما قد خرج بتنبؤات متباينة تماما عن الآخر، وأهم الانتقادات العلمية التي وجهت للتنجيم هو خلل خرائط أو دوائر البروج التي يستخدمها المنجمون؛ حيث إنه تم رسمها منذ 2000 سنة ولم يتم تغيرها منذ هذا الوقت، وبالتالي فهي لا تعكس الموقع الحقيقي للأبراج في السماء حاليا؛ حيث تختلف تواريخ الأبراج الفعلية حاليا بحوالي أسبوعين أو ثلاثة عن التواريخ التي يتم استخدامها حاليا، وهكذا نجد أن المنجمين كذبوا ولن يصدقوا أبدا!!
سوف استعرض بمشيئة الله في موضوع منفصل الأحكام المتعلقة بالتنجيم ..

->إقراء المزيد...
7 التعليقات:
مساء الخير
لا أعلم هل هو توار خواطر!!!
هذا المساء بعد ما أستيقظت من النوم لا أعلم خطر على بالي أن أبحث عن برج شخص قريب لي من باب التسليه والفضول عن صفاته..
أنما بحثي ليس أيماناً بمصداقية هذاالعلم والأخذ به أنما من باب التسليه والفضول ..ولله الحمد مؤمنين بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كذب المنجمون ولو صدقوا) .
نعرف أن هناك علم التنجيم والنجوم وإن من صدقه وعمل على أساسه لم تقبل له صلاة أربعين يوما ؟؟
لكن تسأولي هل هذا الحكم صحيح؟ وهل متابعتنا لها من باب التسليه ليس أيماناً بها ينطبق علينا هذا الحكم؟
ومن باب توارد الخواطر
أتمنى أن تنيرنا عن علم التخاطر لنستزيد من ثقافتك..
في الأخير
بارك الله فيك على الموضوع النير
غــــــدي
السلاام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد الله على سلامتك بومخلد ورجوعك الى اهلك سالم ومبروك نجاح الدورة وهذا نتيجة مجهودك ومجهود الزملاء معاك الله يوفقكم امين.
بالنسبة للتنجيم له تاريخ قديم من قدم الانسان ووجوده على الارض
لكن العجيب في الامر هو ان المسلمين بعضهم يتبعه ويصدقه مع ان من اسس الايمان انه لن يصيبنا الا ماكتبه الله لنا
وكما ذكرت بعنوان موضوعك ان المنجمين كاذبين حتى لو صدقوا لان ما يحصل يكون بمحض الصدفة.
بدأ التنجيم يأثر على حياة من يؤمن فيه سلبا عندما يبتدأ فيه يومه ويقراءه وينتظر الاحداث ان كان ربحا من المال او حادث يحصل له للاسف الشديد.
يتواكل ويتكاسل ويتشائم.
موضوعك جدا مهم وعسا الله يأجرك عليه
الله يحفظك ويسلم فكرك
شكرا لك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير
وكل عام وانت بخير
الحمد لله على سلامتك نورت السعودية ومبروك النجاح اللي حققته ويارب للأعلى دائما ..
بالنسبة للموضوع الذي طرحته هو مشكلة واقعية لأنه انتشر بشكل كبير بين عامة الناس وللأسف حتى المجلات والقنوات تدعم مثل هذه الأخطاء التي تؤثر على ايمان الانسان كونه يؤمن بان هناك من يعلم الغيب سوى الله
نسأل الله الهداية للجميع
سمعت أن أحد الآباء حينما يتقدم خطيب لابنته يقوم بعمليات حسابية بين برجها وبرجه ويحدد موافقته بناء عليها
وحينما يريد تسمية أحد ابناءه يقوم بنفس الطريقة أسأل الله له الهداية
موضوع أكثر من رائع ومهم جدا لأن الغيب يثير فضول الكثير وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال كذب المنجمون ولو صدقوا
وخذ أيضا كل من هم على شاكلتهم من قراء الكف والفنجال وما إليها
وأختم مشاركتي بقول الله تعالى"إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) "
جزاك الله خير الجزاء وجعلها في موازين حسناتك ونفع بها
آمين
كل يوم والتاني امر الموقع واشوف جديدك
وكل مرة تتحفنا بموضوع غير شكل
انا عمال استنى الجزء التاني اللي فيله الاحكام مابستعجل في اسألتي
يسلمووووووووو عالموضوع القيم
اخي وابن عمي وخالي وفخري
الحمد لله على سلامتك
لا اعلم ماذا يمكن ان اقول لان موضوعك في الصميم
وهو مشكلة كبيرة انتشرت حتى في دولنا الاسلامية ولايمكن ان نغفلها
وان نوعي ابنائنا وبناتنا بها حتى لا يصدقوها
لان الشيطان يزين لهم فيضنون انهم سيعلمون ماسيحث لهم
وهو جانب فضولي قد يدخلهم في دائرة عقدية كبيره
والدولة بارك الله فيها والغيورين فقد الغت امكانية الاتصال بالسحرة الذين يظهرون عيانا بيانا في القونوات الفضائية
وهذا فضل الله لاننا دولة توحيد
نريد منك المزيد والتفصيل في الموضوع واحكامه المهمة وبارك الله فيك
وانتمى ان توضح لنا الفرق بين التنجيم والكهانة والعرافه وهل هي تدخل ضمن عقوبة مصدقها بالكفر ومن ذهب اليهم بعدم قبول الصلاة 40 يوما
مثلها مثل السحر
وبارك الله فيك ووفقك احسنت على طرحك الممتاز
هذا وتقبل احترام اخوك وابن عمك وخالك
Very good!
It seems a little more than I need to check the information, because I was thinking: Why does not my GLOG these things!
إرسال تعليق