القدر ..... وبحـــار الحياة ..

جسد حي يسافر
من مكان إلى مكان
تحمله المراكب عبر البحار
وتحلق به الطائرات في سماء الدنيا
كل يوم من موقع إلى آخر
يضرب البر فلا يفرق بين صحاري قاحلة
او مدن شاسعة
او رؤوس جبال شامخة
جسد احتار في عقل صاحبه
واحتار عقل صاحبه فيه
أعيا قلبه
ونشر الرعب فيمن حوله
جسد اقسم صاحبه عليه ألا ينام إلا سويعات
وان يستيقظ قدر ما استطاع له
أن يستيقظ حرا أو بالإرغام من صاحبه
هكذا هو لا يكل ولا يمل
يجبر أعصابه على الانكسار
وقلبه على الانتحار
وجسده على الانصهار
وعينيه على الانهيار
لا يلبث بعد أن تمر عليه شهور من الإجهاد الجسدي والذهني
إلا أن يسقط صريعا يصحو من كل ما أصابه
قلب مجهد
جسد صرعته الحمى حتى أوشكت أن تفتت عظامه
وإعياء ما بعده إعياء
ولكنه يرفض الراحة
كونه يعتبر ما حدث استراحة محارب
لا يلبث أن يعود إلى ميدان المعركة
لأنه يرى الحياة بمنظار ماقاله الشاعر
(لا تسقني كأس الحياة بذلة = بل فاسقني بالعز كأس الحنظل )
تضرب أمواج الحياة مراكبه حتى يوشك على الغرق
تتكسر مجاديفه
وتتحطم قواه
ويقوى يقينه ويشتد أزره بالأوفياء من حوله
لتكبر طموحاته وتستيقظ عزيمته
ويعاود التجديف بذراعيه
وبرغم كل ما حدث يسابق الريح والموج
ليصل بفضل من الله الى تحقيق بعض من طموح
لأن الطموح الأكبر يحتاج منه إلى إصرار أكثر
وطموحه دوما إسعاد من حوله من الأوفياء
وطموحه الأسمى الفردوس الأعلى من الجنة
هنالك عندما تتحقق الأمنية العظمى
{كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون}
وهناك يوم يكون اللقاء على {الأخلاء بعضهم لبعض عدو إلا المتقين }
افلا يحق لهذا الجسد يومها ان بفخر بأنه كان يعمل لله وفي رضاء الله
وينظر إلى رحمة الله
فصبرا يا من تحملتم هم هذا الجسد
فلا انتم قادرون على القبض عليه
ولا هو قادر على أن يحقق مطالبكم بالرفق
بكل ما يحويه
فالصقر لا يتوقف عن التحليق إلا إذا كسر جناحه كسرا لا يجبر
أو كسرت ريشة في جناحه وتم علاجها عند طبيب ماهر بعد إرادة الله
هنالك يحق له ولهم وللجميع أن يقولوا حقا
الحمد لله رب العالمين

->إقراء المزيد...