الأحد، 10 يوليو 2011

نظرية المؤامرة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني واخواتي الاعزاء
من الملاحظ في سنواتنا الاخيرة عدم احترام التخصص في علوم الحياة المختلفة واصبح كثير من العامة يطرق مواضيع علمية ودينية وادبية دون علم او تأني ,
تطفل كثير من الناس على علوم وعلماء وخبراء ومتمرسين حتى اصبحت اصوات المتطفلين تعلو اكثر واكثر مع مرور الوقت وتأثيرهم على الشباب خاصة اصبح مخيف ,
يتحدث احد العلماء الافاضل في مسائل دينية فيخرج علينا من يتصيد الكلمات ويفسرها حسب اهوائه ويبدأ في الانتقاد بطرق شتى وباساليب ملتوية تثير الشكوك ومنشؤها سوء الظن او نظرية التشكيك والخيانة , وينتشر الموضوع بين ببغاوات المنتديات والفيس بوك والتويتر وخلافه كل ينقل عبارات ذلك المتطفل بلا علم ثم تحاك ضد ذلك العالم مؤامرات ويتم التعرض لاهله ولعلمه ولطلابه ولاسرته دون وجه حق , فنجد ان الجهلة تعلوا اصاواتهم لتثير الغبار
مما يجعل المقصود بالامر في حيرة هل يرد عليهم وهو الذي لا يستطيع النزول الى اخلاقهم مستندا في ذلك على قول الشاعر :
لو ان كل كلب نبح القمته حجرا = لاصبح الصخر مثقالا بدينار


ام يسكت عن اسفافهم وقلة ادبهم مستندا الى قول الشاعر :
اذا بليت بشخص لا خلاق له = فكن كأـنك لم تسمع ولم يقل


هنا واما ما يتعرض له العلماء ورجال العلم المتخصصين والادباء وذوي الاختصاص كل في مجاله اصبحنا لا نستطيع ان نحكم الذوق العام ولا نملك عصا سحرية توقف هذا السيل المخيف من المياه الاسنة التي بدأت تظهر واساس منشئها فئات منهم :
مهرجون همهم الظهور بطيب او بسوء وكونهم لم يتمكنوا من طيب العمل والقول التزموا سوء الظن وسوء القول وتوجوا ذلك بسوء العمل


جهلة لم يتمكنوا من مجارات المتخصصين وضرب الحقد قلوبهم غيرة وحسدا فرأوا ان افضل وسيلة الانقياد وراء احقادهم والتشكيك في من سبقهم والذم والقدح


منافسين لذوي الاختصاص لم يتمكنوا من مجارات منافسيهم فرأوا التشكيك في منافسيهم وبث سموم الشك والتشكيك في اقوالهم وافعالهم


اصحاب قلوب مريضة يضربها التصديق فيما يقال دون التروي وتحكيم العقل بل هم ابواق تعزف ما ينفخ فيها ويصبحون (كالحمار يحمل اسفارا )اكرمكم الله


وهذا ما جعل نقاشات منافسي العلماء وذوي الاختصاص ترتفع كونهم لا يملكون عقولا راجحة ولا افكارا نيره ولا اخلاق ولا خجل بينما العلماء وذوي الاختصاص يحترمون انفسهم لذلك ولعدم مقدرتهم على رفع الصوت وشتم المنافس فضلوا الابتعاد حتى عن نقاشات المواضيع كيلا يسقطوا في مستنقعات المتربصين للهفوات تحت ستارة سوء الظن وتفسير الامور على اهوائهم


لم نعد نلاحظ تطبيقا للاية الكريمة ( (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فعلتم نادمين)


ولم نعد نلاحظ في جميع وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية الا الغوغائية وسوء الادب ورفع الصوت دون حق واستعراض العضلات حتى ضاعت مضامين نقاشاتنا بسبب استعجال الغوغائيين في بث سمومهم


فالى متى واقولها الى متى يستمر هذا التدني في اسلوب نقاشاتنا
والى متى نسمم افكار ابنائنا بهذه الاساليب التي ما اعتدناها في مجالس ابائنا سابقا ولا مجالس علمائنا


الى متى نستمر في التنظير بلا علم ولا اخلاق والى متى نستمر في هذا الهراء الاعلامي الخطير


نجتمع بغير المسلمين نناقش امور اعمالنا كل حسب اختصاصه نختلف احيانا في الاراء وكل يبرز حجته بادب وبعد ان تنتهي مناقشاتنا نخرج من اجتماعاتنا نبتسم على طاولة الطعام او في جولاتنا وكأنما لم نختلف في ارائنا في العمل كون اختلاف العمل لا يؤثر نفسيا في علاقاتنا
والاختلاف لا يفسد للود قضية ماعادت صفتنا بل تعاملاتنا مع الاجانب لا العرب


كم اتمنى ان تختفي نظرية المؤامرة وان لم تكن معي فانت ضدي
كم اتمنى ان تختفي نظرية سوء الظن والاتهام بالخيانة
كم اتمنى ان نعود الى خلق المسلم الحقيقي لنعلم اجيالنا ان اساس الحياة ومستقبل الامة يجب ان يبني على
(عامل الناس بمثل ما تحب ان يعاملوك به )


والله من وراء القصد
اخوكم ابو مخلد







->إقراء المزيد...

1 التعليقات:

حبيب سلمان يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حينما يصل الانسان لدرجة من العجز وعدم القدرة على الابداع او النجاح يكون قلبه مليء بالحسد والضغينه للشخص المبدع الناجح
هنا يكون قد شعر بالهزيمه الداخليه فيتجه لاستخدام الحرب النفسية عن طريق الطعن والتشكيك في اعماله
ولكن العظماء دائما لا يدخلون في نقاشات مع هذا النوع من الناس كونهم غير قادرين على النزول من القمة الى القاع كونهم يعون انه لا ترمى الا الشجرة المثمرة فهم غير قادرون على تضييع اوقاتهم وتأجيل اعمالهم من اجل الرد على امثال هؤلاء
وكما صنفتهم بقولك
مهرجون همهم الظهور
جهله لم يمكنوا من مجارات المتخصصين
منافسون لذوي الاختصاص
اصحاب قلوب مريضة
كل هذه الاصناف تعاني من الفشل او يمكن القول انهم ساذجون يصدقون كل مايسمعون
برغم ان منهج الاسلام التأني قبل الحكم وقد ذكرت الآيه في مقالك حيث يقول تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ "

وكان هذا منهج الانبياء ، فمثلا سليمان عليه السلام قال للهدهد حينما اخبره ان في سبأ من يعبد الشمس من دون الله
" قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ "


واخيرا اختم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ "أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ