طبيب يداوي العالمين وهو عليل

اليوم وبلا مقدمات زارني الطبيب
كان يحاول جاهدا منذ مدة طويلة ان يزورني
ولكن حالت ظروفي وظروفه ان تساعدنا على اللقاء
وحضر وبدا الفحص واجرى بعض اختبارات ثم فجأة
تعذر بحثا عن طريق للخروج
فاوقفته قائلا : اي طبيب انت ؟
تحضر وتتفحص ملفاتي واوراقي وتفحص جسدي
ثم تخرج مخفيا وجهك بين يديك ما السبب؟
فاجهش بالبكاء وخارت قواه ولكنه حاول التماسك بحثا عن مخرج
وهنا اوقفته عنوة ورجوته ان يشرح حالتي
وفوجئت به يهرب من حالته
تساءلت متعجبا اينا المريض ؟هو ام انا ؟
وكانت الاجابة ساعدني على الرحيل
فحالتك ساحاول ان اساعدك عليها اما حالتي فلا سبيل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ماذا؟ قف ايها الطبيب وحدثني واشرح حالتي
فاجاب مشكلتي معك ان مواعيدي غير ثابته ولكني ساعالجك
ووقفت بلا وعي اقول له اينا المريض؟
فقال كلانا عليل فقلت والسبيل ؟
قال عنك انت ساحاول وعني انا اعتبرني قتيل !!!!!!
ولكن كيف وصلت الي؟
قال ساقتني اليك الاقدار
قلت ولكن كيف انتظر حضورك ودواءك بلا ميعاد؟
قال لا تخش الا الله ساكون حسب ظروفي في المكان والزمان كما تريد
قلت اي علاج ستصف لي ؟
قال ثق بي بعد الله وسترى قلت وان انت فشلت في علاجي ؟
قال عليك الصبر وعلي الجهد
قلت وان انت ضعفت؟
قال لن اهرب ولكني ساصمت
قلت فان صمت كيف لي بالطبيب؟
قال اهرب مني قلت ولم اهرب؟
قال لكي ابقى انا قويا لا استسلم قلت ولم لا تهرب انت ؟
قال وكيف يهرب الطبيب؟
قلت الصمت هروب
قال الهروب ضعف
قلت وهل اهرب انا لترتاح
قال كلانا مركبه تائه ولكن في حالتك انت غير ملام اما انا فاقداري ان اكون حطام
قلت وهل المركب يمخر عباب البحر بلا ربان؟
قال ان تتقاذفك الامواج لتصل الى الشاطئ خير من ان تتقاذفك ايادي الشيطان
قلت وهل بعد هذا الحال جنون؟
قال الجنون خير من حياة بلا هدف
قلت واي حياة تتحدث عنها ؟
قال حياتك في خطر
قلت وانا المنتظر
قال ابتعد عن طريقي ودعني ارحل
قلت طبيب يداوي العالمين وهو عليل زدتني ياهذا الطبيب غربة على غربتي
قال كنت اعتقد اني الدليل فوجدت اني المتاهة والتائه
قلت اذا تعال الى هنا ودعني اداوي ضياعك
قال ضياعي دائم وحالي ميؤوس منه
قلت كلانا يعاني ولا غرابة في ذلك اعطني يديك في يديه ودعنا نشق عباب البحر
قال افعل ما تراه ولكن تذكر ان البحر غدار
قلت وانا بمشيئة الله المارد
قال سلمتك يدي
قلت وعاهدتك الله
قال ولكن لا تكسر مجاديفي
قلت اقسم ان اجبر الكسر
قال وماذا عنك انت قلت نسيت همي مقابل ان ارى ابتسامتك
وهنا ابتسم
ففضلت ان ابتسم وخرجت الى الفضاء
اشكر الله ان زرعت الابتسامة على ثغر انسان كان يبحث عن علاجي فداويته
وهل بعد ذلك سعادة

سلمان النمشان

->إقراء المزيد...