الأربعاء، 20 مايو 2009

قدر أن وجدنا في هذا الزمان



وتمر سنين العمر مابين ماضٍ وحاضر
في لحظات التجلي التاريخي
وبينما ارمي برأسي على الارض في الهواء الطلق
في ليل حالك الظلمة
اعبر بنظري اجواء الكرة الارضية التي اتمكن من مشاهدتها
هنالك اشاهد في الشمال النجم الشمالي)
(الجدي)
وعن يساره في موقع متغير سبعة انجم تمثل مانسميه الدب الاكبر
ويسميه البعض السبًع بكسر السين وبتشديد الباء وسكون العين
ويسميه اخرون المغرفه
ولكن لتسهيل المعرفة دعوني اقول انه الدب الاكبر
وعن يمين الجدي في الجانب الشمالي الشرقي منه يقف التنين
وفي الجنوب تجتمع عدة نجوم لتعطينا شكل نصف جسد العقرب الخلفي
وموقعها يتغير مع ساعات الليل باتجاه الشرق حيث تبدأ بالظهور للعين ليلا من الجنوب
واشاهد أعلى منها القوس
هذا تقريبا كان في شهر يوليه اي شهر 7ميلادي تقريبا الساعه التاسعة ليلا
وفي بداية شهر ثمانية اي اغسطس وحوالي الساعة الواحده ليلا
اشاهد المرزم آت من الشرق بنجومه التي تظهر سهما يتجه باتجاه الشمال في شكله وباتجاه الغرب في حركته
كما اشاهد الثريا في قلب السماء
تلك هي قصتي مع الهدوء والنجوم والطبيعة البكر في حياة الماضي
ولمن شاء ان يعيشها في الحاضر
بعيدا عن صخب المدينة وتلوث الاجواء
وبين ذلك المشهد يعود بي الماضي
فارى شوارع المدينة كيف كانت
والمباني والحارات
تمر بي تلك الوجوه الطاهرة من كبار السن يجوبون طرقات المدينة صباحا
ويسكنون ليلا
وبين هذا وذاك اراهم يشقون طريقهم للمسجد قبل حلول الوقت للصلاة
الطرق الترابية تنصاع لاقدامهم وتستجيب فترسم خطاهم وتتمايل فخرا ان يكونوا هم مشاتها
وبين تلك الوجوه ارى وجه امي
توقظني صباحا بدعاء لا اعتقد ان هنالك اجمل منه الا قراءة جدي وابي للقرآن
ودعاء امي لكل من في المنزل بالهداية والخير والتوفيق
ينطلق صوتها ليكون طاقة في جسدي تدفعني دفعا للبس ملابسي والخروج للصلاة
وبعد ان اهنأ بصلاتي
اعود لاجدها اطال الله في عمرها تنتظر حضورنا
القهوة والشاي والتمر
فان كان شتاء وبردا اضافت الى الحليب زنجبيلا
وبعد لحظات يأتينا افطارا من صنع يدها اطال الله في عمرها
اذكره جيدا يتغير يوميا كيلا نمل تناول طعام الافطار
ماعرفنا للاسواق افطارا
ولا للمطاعم مكانا
واخرج بعد ان اقبل يدي والدي للمدرسة
فاجد المدرس الفاضل الذي يستحق
(قم للمعلم وفه التبجيلا = كاد المعلم ان يكون رسولا)
وبعد يوم حافل في مدرستي ومع اخوة واصدقاء يحق لي ان اسميهم
الاخلاء
اعود الى المنزل
لاجد الجميع يستعدون لتناول طعام الغداء
فصلاة العصر
فلقاء الاصدقاء
كبارا في ركن خارج المنزل يتنادمون ويحكون اجمل الحكايات
وصغارا يلعبون ويمرحون ببراءة ما عرفت اذى الحضارات
وبعد صلاة المغرب جمعا
يحلو السمر
بانتظار العشاء والعشاء
وبعدها كل الى منامه وعودة الى الخيال

عودي ايتها الايام البريئة
عودي فكم انا بشوق لان اعود اليك بصفائك ونقائك وصدق تعاملات جيلك
عودي لاقص لذلك الجيل الطاهر الفاضل
عقوق ابناء هذا الزمن واتكاليتهم
عودي ليرى الناس ان الدعاء يحتاج الصفاء
والامل يحتاج العمل
والنجاح يحتاج المثابرة والصبر
عودي لاقول ليتنا ما كنا في زمن الحضارة الزائفة المذله
ليتنا بقينا على التمر والماء بصفاء ونقاء
ليت وليت وليت ولكن
قدر ان وجدنا في هذا الزمان


->إقراء المزيد...

7 التعليقات:

اللون السابع يقول...

الماضي جميل .... بجمال براءة تلك الأيام
كما سمعت ذلك من والدي اطال الله ي اعمارهما ووالديك........
ووجود الآباء في هذا الزمن مع ابنائهم هو رحمة من الله لهم

لاننا وجدنا هكذا في هذا الزمن لا نملك ان نغير شيء الا ان نعدل في سلوكياتنا وسلوكيات ابناءنا
واعتقد هذا ماتتحدث عنه هنا
نعم نحن للصفاء الذي قراناه في الكتب
وسمعناه في مجالس الىباء
نحن للشهامه .. نحن لمواقف لا تنسى

جميل جا الخاطرة بكل مافيها من معاني لم اتمكن من حصرها

ممتع انت يا ابا مخلد

متابعة بصمت يقول...

حينما كنت طفلة كنت انتظر ان اصبح كبيرة
وعندما كبرت وددت ان اعود لطفولتي باحثة عن جمال تلك الايام
نعم لم اعيش جمال الماضي ولكني عشت جمال الطفولة
ولازلت احن لتلك الايام
ببراءة صديقاتي وصفاء انفسهن
اما اليوم فان لم يكن دائما فغالبا مايكون خلف الابتسامة
هدف
وخلف الكلمة الف معنى ومعنى

ليتني اعود بأيامي للوراء حيث جمال الطفولة


شكرا يا اخي الكريم
ايقظت في نفسي استشعار لجمال الماضي

أختك

متابعة بصمت

حبيب سلمان يقول...

تمعنت في كلماتك وسرحت بعيدا معها ..

تخيلت ذلك العالم الذي جعل للبراءة عنوانا ..
وللصفاء والصدق مبدأً..

وددت لو استمر حديثك ووصفك ..
وددتها رواية أو ملحمة ..

نعم يا سلمان ..

فجمال النجوم الذي تنظر ايها يوحي بأنك تبحث عن مبادئ سامية براقة
شكلاً ومضموناً ..
ثابته وباقيه كوضوحها في ظلمة السماء ..
واضحة يعرفها الكبير والصغير ..

وايضاً عكست في نفسي معنى الحضارة البراقه في مظهرها
الجوفاء في مخبرها ...
وعكست تغير الكثير من المفاهيم والعلاقات التي يطلق عليها بمسمى براق
وحينما تظر لجوهرها تجده فارغ

ياسلمان حديثك عن لحظات الفجر وخروج الجميع للصلاة شاباً كان أم رجلاً
ثم العودة بين الأهل وانتظار الوالده
واعدادها لوجبة الأفطار أشعرني بقيمة الأسرة كون
االبعض يعاني حياة أفراد أسرته في جزر منعزلة ..

هي خاطرة ولكنها تحمل في طياتها مشاكل اجتماعية واسرية ..
خاطرة تعكست عبقريتك الادبية..
خاطرة الكتابة ومحاولتة التعليق ليس إلا تطاول القزم في سماء العملاق ..
رائع ياسلمان كعادتك
تكتب بروحك .. وقلبك .. وفكرك .. وانسانيتك ..
تكتب لتنقش المعاني السامية
وتجعل لها جمالها في ظلمة الحضارة التي فهمت بعكس مايجب .. والتقدم الذي هو تأخر ..
يحق لك ان تنادي بعودت صفاء تلك الايام

ولكني أخيراً اعود وأقول لانزال بخير ..
ألست وامثالك تنادون بهذه المبادئ وتطبقونها ؟؟؟

سلمت وسلم قلمك وقلبك وبوحك وروحك وانسانيتك
تقبل احترامي وتقديري

غير معرف يقول...

جميل جدا خيالك وجميلة الايام التي وصفتها ولكن دعنا نحسن الظن في جيلنا
مهما كانت تصرفاتهم فهناك امل في الشباب
اعطونا فرصة لنثبت ذلك
اما ان نكون في المنازل او المقاهي او الطرقات
فهذا هو الخيار الوحيد الذي نجده
ندرس ونحصل على الدرحة الجامعية ثم تبروز الشهادات او توضع في الادراج
ويعلوها الغبار ولانجد مكان نثبت فيه ذواتنا
متى سنمنح فرصة لا اعلم
ولكن الخير في قلوبنا والشهامة صفاتنا حتى لو وجدتمونا في الطرقات نلهو
الماضي جميل
ليتنا نجد فرصة كما وجدتم
هنيئا لكم

اشكرك على هذه المساحة والمتنفس الاجمل

لميس يقول...

في الحقيقة حديثك لا يمل ....وخيالك لا يشبهه خيال .........
لاني لم اجد من يتحدث بهذا الفكر وهذا الشكل إلا ناااادرا
الحديث اصبح بلا طعم
واصبحت اتواجد في الشبكة العنكبوتية للبحث
فقط اما ان اجد فكرا يشبه الموجود في الكتب الناجحة فهذا نادرا
كن كما انت لانك مختلف

حمد يقول...

والله وانا اخوك ليت الزمان يعود يوما
فاخبره بما فعل التطور

هذا اللي طلع معي بعد كلامك
ليت امور كثيرة ترجع بس كما قلت
قدر ان وجدنا في ذا الزمان
والحمد لله على كل حال

حمزي السبيعي يقول...

الله عليك يا ابو مخلد
كلام جميل وشفاف
الماضي جميل ببراءته والحاضر ماننكر بعض جماليته
لكننا نفتقد امور ماتتكرر ابدا
الحمد لله كل شي مقدر ومكتوب

بارك الله فيك ياالغالي
ماقصرت على كلامك الجميل ونقلنا لايام
بودنا تعود

سلمت وبارك الله فيك وطول عمرك

اخوك وابن عمك وخالك
حمزي