الثقافة الصحية للمجتمع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأنقل لكم اليوم حديثا جرى بيني وبين احد الاصدقاء وبعدها اترك لكم التعليق :
يقول صديقي:في صباح يوم الاثنين31اغسطس 2009
- احسست بالم في الحلق وحرارة في الجسم وسعال جاف فذهبت وهنا لا تستغربوا ما ساقوله لكم يقول ذهبت الى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ودخلت الى قسم الطوارئ.
استقبلتني ممرضة في قسم الطوارئ وسالتني عن الاعراض فذكرت لها ما اشعر به فسجلت اسمي في ورقة بيضاء وبعدها قامت هي شخصيا بالذهاب الى قسم التسجيل واحضرت ورقة زرقاء مكتوب عليها جميع معلوماتي الشخصية ورقم ملفي وكذلك الشريحة التي توضع في الساعد وبها معلومات اسم ورقم ملف المريض واحالتني الى قسم خاص بفرز حالات الطوارئ.
- يقول صديقي دخلت الى هذا القسم فاستقبلتني ممرضة فنلندية واخرى فلبينية واخذوا الملف وقاموا بتسجيل درجة الحرارة والضغط بعد قياسهما والبساني كمامة واتصالتا بالهاتف تحدثان الطبيب وقالتا انتظر حضور الطبيب.
- حضر الطبيب وسألني عن ما اشعر به فوصفت له ان حلقي يؤلمني ولدي حرارة وضيق تنفس وسعال .
- قال الطبيب بسيطة ستستمر على العلاج خمسة ايام وان شاء الله تزول الاعراض فهي اعراض انفلونزا الخنازير.
- يقول صديقي امسكت بالورقة لاذهب لصرف العلاج ولكن الممرضة ابت علي ذلك وقالت استرح وسيأتي
من يحضر لك العلاج.
بعد لحظات حضرت ممرضة اخرى فلندية وتحدثت مع الممرضتين ولأن المندوب ابطأ في الحضور تبرعت الممرضتين الفنلديتين باحضار العلاج وغادرتا لتعودا بعد اقل من خمس دقائق بالعلاج .
- استلمته وخرجت وامضيت خمسة ايام اتعاطى العلاج كما وصف الطبيب عانيت في اليوم الثالث معاناة شدية من الالم في الحلق والجهاز التنفسي وافطرت يومين في رمضان بسبب ارتفاع درجة الحرارة والالم ولأن العلاج يحتاج له المريض كل 4-6ساعات لتخفيف الحرارة والسعال.
المهم بعد انتهاء الخمسة ايام يقول صديقي ذهبت لمستشفى الملك فيصل التخصصي لاحساسي ببعض من حرارة وسعال والم في الاذن فما الذي حدث ؟
- يقول صديقي ذهبت الى الطوارئ فاستقبلتني ممرضة وتواجد ثلاثة حراس امن في استقبال الطوارئ يتحدثون الى بعضهم البعض داخل مكتب استقبال الطوارئ.
سألتني الممرضة عما اشكو منه قلت لها القصة فاخبرتني الا شيء يمكن عمله لك الان حيث اعطيت العلاج لخمسة ايام انتظر الى ان تزول الاعراض.
- يقول صديقي قلت لها لا يمكن لي ان اذهب هكذا لا بد من طبيب يكشف علي ويخبرني ان كنت لا ازال احمل العدوى ام انها اعراض طبيعية بعد زوال العرض الصحي .
- يقول صديقي واما الحاحي عليها اتصلت بقسم فرز حالات الطوارئ فرد عليها ممرض في القسم بالا تحيل المريض اليه فلاشيء يستطيع عمله له ثم اقفل السماعه.
هنا استشاط صديقي غضبا وقال ليس المهم هو العلاج بل ثقافة العلاج واثره في جسم المريض انا هنا اطلب من يثقفني هل زالت الحاله فاعود الى اسرتي ومسجدي ومجتمعي وعملي ام انني لا زلت حاملا للمرض وانقل العدوى.
-هنا وبتعاون من رجال الامن واحدهما يعاني من اعراض انفلونزا الخنازير واعطي علاجا ويجلس مع زملائه بدون قناع ولا حماية لهم يقول استطعت ان اقنع الممرضة باحالتي الى القسم المختص بفرز حالات الطوارئ .
يقول صديقي اعطتني الممرضة ورقة بيضاء بها اسمي ورقم ملفي وقالت اذهب اليهم وبمجرد وصولي الى القسم وجدت ممرضا فلسطينيا قال عد اليها لتعطيك الورقة الزرقاء بكل فضاضة يقول عدت اليها فاعتذرت ثم بعثتني الى قسم التسجيل واخذت الورقة الزرقاء وعدت اليه .
- اخذ حرارتي وضغطي ثم اتصل بالطبيب والذي قال على الهاتف لا شيء يمكن عمله له فليذهب الى داره .
- بقول صديقي ولأنني أأمن بضرورة الثقافة الصحية ذهبت ابحث عن المشرف ووجدته في مكتبه استقبلني بكل ادب وترحاب وبعد ان عرضت عليه المشكلة قال ولماذا لم يقابلك الطبيب قلت اسئله قال وكيف وانت تريد استشارة طبية لماذا لم يقابلك قلت اسئله .
- اتصل بالقسم وسأله عن الوضع وهل حقا كانت استشارة هاتفية مع الطبيب ولماذا لم يحضر الطبيب .
- بعدها قال لدي عدة ملاحظات على القسم واشكرك على حضورك وايضاح وجهة نظرك وانت محق فيما قلت .
يقول صديقي حسنا وماذا افعل الان اعود الى منزلي واسرتي ومسجدي ولا خوف على الاخرين من العدوى ام ماذا اصنع.
- يقول قال لي المشرف لا اذهب الى القسم المختص بفرز الحالات للطوارئ وسيقابلك الطبيبب.
- يقول صديقي ذهبت وقابلني الممرض الفلسطيني وكأنما يدفع تكاليف علاجي من حسابه الشخصي متأففا متذمرا وبعد لحظات :
- حضر طبيب سلم علينا ثم سأل عن الطبيب المفترض تواجده في القسم فقيل له انهم اتصلوا به اكثر من مرة ولم يرد وحضرت الممرضة التي كانت تجلس في استقبال حالات الطوارئ لتجلس على كرسي استقبال الفرز لحالات الطوارئ فقال لها الطبيب اتصلي بالطبيب المختص وابلغية بضرورة الحضور ومقابلة المريض وافادتي شخصيا بما يتم .
وحاولت الممرضة اكثر من مرة الاتصال ورد عليها الطبيب المختص ثم قالت لصديقي الطبيب يود الحديث اليك .
- يقول صديقي تناولت الهاتف واذا بالطبيب يقول ايقنع حديث الهاتف ام احضر لمقابلتك ؟
- قال صديقي كلما اريده هل اذهب الى داري ومسجدي وعملي ومجتمعي واثقا من اني لن انقل اليهم عدوى قلها على الهاتف او احضر شخصيا كلاهما سواسية عندي.
- فقال الطبيب ساحضر اليك .
جلس صديقي فحضر الطبيب ثم قال له هل اخذ الطبيب قبل خمسة ايام عند حضورك مسحة طبية للحلق ؟
- قال صديقي لا .
- قال الطبيب ولماذا ؟
- قال صديقي لا علم لدي اسئله ان وجدته .
-قال الطبيب كان من المفترض ان يأخذ مسحة طبية لربما انك لا تشكو من انفلونزا الخنازير بل انفلونزا عادية .
- قال صديقي المهم الان ما العمل كان فعل ماضي ناقص.
-قال الطبيب اذهب الى منزلك فالمرض في الثلاثة ايام الاولى معدي وبعدها يصبح غير معدي انتظر اربعة ايام اذا لم تختفي هذه الاعراض عد الينا .
- يقول صديقي قلت للطبيب ولماذا لا يأتي مع العلاج الطبي تثقيف طبي للمريض على كيفية التعامل مع المرض والمجتمع .
- قال الطبيب كان على الطبيب الذي رآك في المرة الاولى ان يعطيك التعليمات وليس علي الان .
وغادر صديقي العيادة وهو يحمل عدة استفهامات :

-ن هو المسئول عن تثقيف المجتمع وتأهيلهم لاستقبال مثل هذه الحالات ؟
-هل العلاج للحالات الوبائيه فردي ام جماعي بحيث يتم توعية المجتمع بالاعراض وكيفية التعامل معها ثم مع المريض اثناء وبعد العلاج؟
-ليس من الاولى لحماية المجتمع استدعاء اسرة المصاب بالمرض للكشف والتأكد من عدم اصابتهم بالمرض؟
- كيف يتم القضاء على هذا الوباء في ظل التعامل الفوقي من قبل العاملين في المجالات الصحية؟
فيما لو لم يصر صديقي على ما فعل هل سيكون نفسيا محضرا لأن يعود الى اسرته وحياته الطبيعية.
كم من الاموال صرفت لبناء هذه الصروح الصحية وتأهيل الكوادر واستيراد الادوية كيف لها ان تؤدي الدور اذا لم يتوفر الاحساس الوطني من الجميع لحماية المجتمع من هذا الوباء والاوبئة الاخرى لا قدر الله

كل ذلك حدث في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض فما الذي يمكن ان يحدث في المراكز الصحية ؟ الله اعلم.
اسئلة دارت وتدور وستظل تدور الى ان يجد الاحساس الوطني مكانا لدى الجميع .
بانتظار تعليقاتكم والله الهادي الى سواء السبيل

اخوكم ابو مخلد

->إقراء المزيد...